إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، فبراير 24، 2011

Andree Chedid


ستظل أعمال الأديبة الراحلة أندرية شديد موضع دراسة، نظراً لتنوع إنتاجها الأدبي ما بين الشعر والقصة والرواية، ووجة نظرها الوجودية لعلاقة الإنسان والعالم، والروح الشرقية التي لم تفارقها في معظم أعمالها. فهي تنتمي إلى عائلة لبنانية الأصل، وهي مصرية المولد، وخريجة الجامعة الأميركية بالقاهرة، وأخيراً فرنسية اللغة والكتابة. هذا التنوع في المصادر الحياتية والمعرفية جعل لتجربتها الإبداعية عمقاً وعالم خاص تحياه، ويؤكد ذلك قولها " مصر وطني ولبنان وطني وفرنسا وطني..ولا مكان للمنفى في حياتي طالما أنني أعيش في ثمة مكان من عالم الكتابة، عالم اللامكان"

الشعر والتساؤل المستمر
ترى شديد في الشعر أنه جوهر تجربتها الحياتية، رغم اللغز الدائم الذي يوحي به الشعر، وهو لغز ملازم لوجود الإنسان وماهيته. قلقه من جدوى حياته، التي عليه في النهاية احترامها، والنظر إليها في دهشة طفل. هكذا ترى شديد الحياة من خلال الشعر. وتعلق قائلة حول كتابيها نصوص من أجل قصيدة وقصائد من أجل نص " نكتب نصوصاً ونصوصاً في محاولة للوصول إلى القصيدة الأخيرة، متمنين ألا نصل أبداً إلى تلك القصيدة". بهذه الروح تكتب شديد الشعر، وتعتبره جوهر وجودها الإنساني، فهو بحث دائم عن الإنسان في ظل وجود قلِق، وتساؤل مزمن عن الحياة وجدواها، وهل سنمتلك طوال رحلتنا هذا اليقين الزائف لمعرفة أرواحنا، المختبئة دوماً خلف وجوهنا التي لم نختر ملامحها، ولا جغرافيتها التي تتجلى قيمة الإنسان في السفر ومحاولة الوصول إليها..."خلف الوجوه والنظرات/نبقى صامتين/وتخدعنا
الكلمات التي نطقناها/والمثقلة بما نتجاهله أو نصمت عنه.
لا أجرؤ أن أتكلم عن البشر/بالكاد أعرف نفسي".
ولكن هذه المعرفة التي تريد شديد محاولة الوصول إليها تجعلها ترى في الشعر رغم غموضه كغموض الحياة نفسها هو الملاذ الوحيد في هذا العالم، وترى فيه أنه الوحيد القادر على تغيير الحياة، فتقول " إذا لم يقلب الشعر حياتنا رأساً على عقب فلا شأن له بنا ولا شأن لنا به. وسواء أكان مسكناً أم منبهاً فعليه أن يطبعنا بطابعه الخاص، وإلا فما عرفنا منه غير الدجل".


وجوه أساءت الحياة معاملتها
تبحث شديد من خلال إنتاجها الروائي عن بشر يتنفسون معاناة الحياة، ورغم ذلك يعيشونها في قوة، ويحتفون بها كآلهة بائسة. ففي روايتها اليوم السادس، التي تحولت إلى فيلم سينمائي من بطولة "داليدا"، وإخراج "يوسف شاهين". تحاول "صديقة" بطلة الرواية إنقاذ حفيدها "حسن" من وباء الكوليرا، الذي ضرب مصر في أربعينات القرن الفائت. هذه الفلاحة المصرية القوية، التي تحمل شقاء الأرض وبأسها في آن، لا ترى سبباً لوجودها حية إلا بهدف إنقاذ هذا الطفل، الذي لا حيلة له في الحياة إلا وجوده، وعبر رحلة مضنية من القاهرة إلى الأسكندرية فوق أحد المراكب تصر صديقة إلى السفر لرؤية حفيدها البحر، تحقيقاً للمقولة الشائعة أن الطفل شيُشفى عند رؤية البحر، وأنه إذا مرّت ستة أيام سينجو من الموت. ولكن شبح الموت يتجسد أخيراً ويخطف الطفل من أحضانها. ورغم ذلك تواصل الحياة، وهنا يكمن سر قوة وعظمة هذه المرأة.
ونموذج المرأة القوية يتكرر في أعمال أندريه شديد بصورة أو بأخرى، ففي روايتها "الرسالة" كانت البطلة "ماري" تناضل من أجل حبها، في ظل عالم الحرب. ودون أن تكشف شديد عن اسم المدينة التي تدور بها الرواية، لتعميم الحالة، وعدم قصرها على مكان بعينه، تحاول ماري الوصول إلى حبيبها، الذي على الجانب الآخر من الأطراف المتحاربة. إنها قوة الحب، مهما كانت النتائج، فتصاب بجراح بليغة من جراء رصاصة أصابتها خلال عبورها للجسر الفاصل بين شطري المدينة للقاء حبيبها في الجانب الآخر، لتؤكد له أنها لا زالت على قيد الحياة وأنها لا زالت تحبه، رغم أنه ينتمي إلى المعسكر المتحارب الآخر. ماري تدفع حياتها ثمناً لهذا الحب. فالحب أقوى وأبقى من الحروب، حتى وإن كان الموت دائماً بالمرصاد لمثل هؤلاء العشاق الصادقين.

فقوة المرأة الحقيقة تظل كامنة داخلها وقد تخرج بركاناً في لحظات اليأس، ففي روايتها "نوم الخلاص" تتزوج "سامية" بالإكراه من رجل قاس، لا يمتلك إلا النقود لمساعدة عائلتها، وبعد معاناة طويلة، انتهت بموت طفلتها الوحيدة، تنتقم سامية من قهرها وتقتل زوجها في النهاية، تعبيراً عن خلاصها من حياة لا تريدها، لطالما صبرت عليها. وهي حكاية تتماس والعديد من النساء الشرقيات، التي خبرت شديد حياتهن ومعاناتهن التي لا تنتهي.


وتأكيداً لمقولة أندرية شديد "إن الزمن هو عدو الإنسان الأول" تأتي روايتها "الآخر" التي تحولت إلى فيلم سينمائي من إخراج الفرنسي "بيرنار جيرودو" ويدور حول عجوز يحاول بشتى الطرق إنقاذ شاب في مقتبل العمر من تحت أنقاض منزل تهدم في الزلزال. فالرجل يحاول أن يستمد الحياة من إخراج هذا الشاب من تحت الأنقاض، إنها حالة تشبه الولادة، ومن المشاهد الشاعرية في الرواية، والتي جسدت حالة العجوز بالفيلم مشهد خروج الشاب من تحت النقاض، من قِبل رجال الإنقاذ، الذين وصلوا أخيراً، فالعجوز يجلس مُبتعداً مُعطياً ظهره لعملية خروج الشاب، بينما يجلس بجواره رجل يحكي له عما يراه، فيصف خروج الشاب بحالة خروج الجنين، والعجوز روحه على وشك الصعود، فقد منحه الحياة وأنقذه في النهاية من الموت.

الموت الذي رأته شديد أمامها، وعرفت انه وجهاً ىخر لحياة لن تنتهي، فتنبأت به في أبياتها ...
"في أي قبر عار يجب أن استلقي
لأجيب ذلك الصوت
الذي يتكلم مثل روحي؟"

ولدت أندريه شديد في 20 مارس 1921 بالقاهرة لعائلة مسيحية لبنانية هاجرت إلى مصر في العام 1860 وانتقلت للعيش في باريس العام 1946. حتى وفاتها في بداية فبراير 2011. وقد أصدرت حوالى 20 راوية وقصة، فيما ضمت نتاجها الشعري في ديوانين هما "نصوص من اجل قصيدة" (1949-1970) و"قصائد من أجل نص" (1970-1991). من أعمالها الروائية .. الرماد المعتق/ جوناثان/اليوم السادس/نوم الخلاص/دروب الرمل/ بيت بلا جذور/نفرتيتي وحلم أخناتون. وكتبت للمسرح .. بيرنيس المصرية/العارض. وحازت اندريه شديد الكثير من الجوائز الادبية ولا سيما النسر الذهبي للشعر (1972) وجائزة جونكور للرواية العام 1979 عن كتابها "الجسد والزمن". وقد منحت وسام الشرف الفرنسي.


السبت، فبراير 19، 2011

هل هو "ربيع براغ" عربي؟





الثورة العربية اشتعلت، ولا احد يستطيع إنكار ذلك، رغم انظمة الحكم العربي القمعية، وأذيالها التي مازالت في البلاد التي نجحت بها الثورة مبدئياً بشكل او بآخر، كما الحال في تونس ومصر. ورغم استماتة باقي الأنظمة العربية التي تشتعل بها الثورة الآن، كالبحرين وليبيا واليمن، هذه الأنظمة التي لا تتورع عن قتل شعوبها ضمانة لبقائها، وهي العاجزة عن رؤية حتمية التاريخ. ولكن الخوف من تلون السلطة رغم الغباء المطلق الذي تتميز به، فهي لن تفلح طوال تاريخها سوى في هذا التلون. فنتائج ثورتي تونس ومصر لم تحسم بعد. وأذيال السلطة البائدة فيهما لم تزل تتشكل وتداهن الجماهير ببيانات وإجراءات شكلية ليس أكثر. وكل ما نخشاه هو أن تتحول الثورة العربية كثورة تشيكسلوفاكيا المعروفة بربيع براغ. فلتفادي انتشار "الاشتراكية ذات الوجه الانساني" التي كان يدعو لها قائد الحزب الشيوعي التيشكوسلوفاكي حينها الكسندر دوبشك، مبدأ "السيادة المحدودة" التي كانت تمنحها موسكو للدول التي تدور في فلكها في اوروبا الشرقية. سحقت قوات الاتحاد السوفياتي وأربع دول من حلفائها في معاهدة وارسو "ربيع براغ"  في أغسطس 1968، وبعد أقل من ثلاثة أسابيع اجتاحت ثلاثين فرقة سوفياتية مدعومة بوحدات بلغارية ومجرية وبولندية وألمانية شرقية، تشيكوسلوفاكيا، ليبدا احتلال دام عشرين سنة حتى عام 1989. وسط لا مبالاة الغرب، الذي أصدر بيانات الشجب الهزلية، كما يحدث الآن بصدد ما يدور في الدول العربية. هل تستطيع الدول العربية انتظار كل هذه السنوات مرّة أخرى لتتحقق ثورتها. وهل لنا الوثوق في أذيال النظم التي أسقطها الشعب، والتي تلعب بمصائره الآن، متخذة من قرارات وإجراءات لا تشفي طوق هذا الشعب للحرية والديمقراطية التي يرجوها، ودفع أرواحاً ثمناً لها؟ على هذه الشعوب ألا تنخدع في هؤلاء، مهما كانت المؤسسة القائمة على تنفيذ الوعود. وعلى الشعوب العربية الأخرى ألا تخاف نظمها الكاريكاتورية، فهي جوفاء وترتجف من جموع الشعب. سلطة هشة لا تملك إلا الحيلة، وكسب الوقت، لوأد هذه الثورات في مهدها. فالثورة مستمرة، ولا ولن تنتهي، حتى لا نقع في فخ ربيع براغ عربي، أصبح أقرب إلينا الآن من أي وقت مضى. فهل نفعلها؟ 



الخميس، فبراير 03، 2011

فأرة "جرامشي"


كان يا ما كان .. في قرية إحدى البلدان .. كان هناك طفل يغط في نوم عميق .. وقرب فراشه كان هناك قدح حليب وضعته له أمه لكي يشربه عندما يستيقظ في الصباح .. وقبل أن يستيقظ الطفل ، تظهر فأرة وتشرب الحليب الموجود في القدح .. وعندما يستيقظ الطفل ولا يجد حليبه يبدأ بالبكاء .. فتأتي أمه وتفهم ما حصل فتبدأ بالبكاء هي أيضا .. وعندما تسمع الفأرة بكاءهما تخرج من ثقب جدار الغرفة وتراهما على هذا الحال فتبدأ بتأنيب نفسها .. وتحت وطأة إحساسها الكبير بالذنب تبدأ الفارة بضرب رأسها بالحائط .. ولكنها تنتبه بعد لحظات من أن ضرب رأسها بالحائط سوف لن يغير من الأمر شيئا .. فتخرج راكضة إلى العنزة لكي تجلب منها حليب للطفل .. ولكن العنزة تطلب من الفأرة عشباً لكي تعطيها الحليب .. فتتوجه الفأرة مسرعة للأرض لتجلب منها عشباً فتجدها قاحلة .. فتطلب الأرض من الفأرة ماءً لكي تعطيها عشباً .. عندها تتجه الفأرة إلى الينبوع فتجد أن الحوض الذي يجمع ماءه قد دمرته الحرب مما يتسبب بضياع الماء هدراً.. فتدرك أن ذلك يتطلب عاملاً لكي يبني الحوض .. فتذهب الفأرة للقاء العامل .. ولكن العامل يطلب من الفأرة حجراً لكي يعيد بناء الحوض .. فتذهب الفأرة مسرعة إلى الجبل لجلب الحجر .. وعندما تصل الفأرة إلى الجبل ..تجده كالح حزين تمت تعرية جوانبه .. فيشكو الجبل للفأرة جشع التجار المضاربين الذين قطعوا جميع أشجاره مما جعله بهذا الحال .. وتحكي الفأرة قصتها للجبل وتعده بأن الطفل عندما يكبر سوف يزرع أشجار الصنوبر والسنديان والكستناء على جوانبه .. فيقتنع الجبل بوعد الفأرة ويعطيها الحجارة .. فيتمكن العامل من بناء حوض الينبوع .. ويجمع حوض الينبوع ماء وفير لسقاية الأرض .. وتعطي الأرض عشبها .. وتعطي العنزة حليبها .. ويحصل الطفل على حليب كثير .. وينمو الطفل بسرعة ويصبح قوياً .. فيزرع الأشجار على سفوح الجبل .. وتزدهر القرية ويعيش الناس عيشة سعيدة.

يقول جرامشي معلقا على تلك الحكاية "إن الفأرة وضعت هنا خطة خمسية"!!



قصة كتبها جرامشي من السجن لابنه الصغير..
جرامشي يكتبها بخطوط عريضة ويترك لزوجته بعد ذلك أن تتصرف بالتفاصيل كما تريد.
عن مدونة "دربونة"


 

الثلاثاء، فبراير 01، 2011

أغنية الكعكة الحجرية ... أمل دنقل


(الإصحاح الأول)
أيها الواقفون على حافة المذبحة
أشهروا الأسلحة!
سقط الموت، وانفرط القلب كالمسبحة.
والدم انساب فوق الوشاح!
المنازل أضرخة،
والزنازن أضرحة،
والمدى.. أضرحة
فارفعوا الأسلحة
واتبعونى!
أنا ندم الغد والبارحة
رايتى: عظمتان.. وجمجمة،
وشعارى: الصباح!
(الإصحاح الثاني)
دقت الساعة المتعبة
رفعت أمه الطيبة
عينها..!
(دفعتة كعوب البنادق فى المركبة!)
        
دقت الساعة المتعبة
نهضت؛ نسقت مكتبه..
(صفعته يد..
- أدخلته يد الله فى التجربة!)
     
دقت الساعة المتعبة
جلست أمه؛ رتقت جوربه..
(وخزته عيون المحقق..
حتى تفجر من جلده الدم والأجوبة!)
           
دقت الساعة المتعبة!
دقت الساعة المتعبة!

(الإصحاح الثالث)
عندما تهبطين على ساحة القوم؛ لا تبدئى بالسلام.
فهم الآن يقتسمون صغارك فوق صحاف الطعام
بعد أن أشعلوا النار فى العش..
والقش..
والسنبلة!
وغداً يذبحونك..
بحثاً عن الكنز فى الحوصلة!
وغدا تغتدى مدن الألف عام.!
مدنا.. للخيام!
مدناً ترتقى درج المقصلة!
(الإصحاح الرابع)
دقت الساعة القاسية
وقفوا فى ميادينها الجهمة الخاوية
واستداروا على درجات النصب
شجراً من لهب
تعصف الريح بين وريقاته الغضة الدانية
فيئن: "بلادى .. بلادى"
(بلادى البعيدة!)
     
دقة الساعة القاسية
"انظروا .."؛ هتفت غانية
تتلوى بسيارة الرقم الجمركى؛
وتمتمت الثانية:
سوف ينصرفون إذا البرد حل.. وران التعب.
           
دقت الساعة القاسية
كان مذياع مقهى يذيع أحاديثه البالية
عن دعاة الشغب
وهم يستديرون؛
يشتعلون على الكعكة الحجرية حول النصب
شمعدان غضب
يتوهج فى الليل..
والصوت يكتسح العتمة الباقية
يتغنى لأعياد ميلاد مصر الجديدة!
 (الإصحاح الخامس)
اذكرينى!
فقد لوثتنى العناوين فى الصحف الخائنة!
لونتنى.. لأنى منذ الهزيمة لا لون لى..
(غير لون الضياع!)
قبلها؛ كنت أقرأ فى صفحة الرمل..
(والرمل أصبح كالعملة الصعبة،
الرمل أصبح: أبسطة.. تحت أقدام جيش الدفاع)
فاذكرينى؛.. كما تذكرين المهرب.. والمطرب العاطفى.
وكاب العقيد.. وزينة رأس السنة.
اذكرينى إذا نسيتنى شهود العيان
ومضبطة البرلمان
وقائمة التهم المعلنة
والوداع!
الوداع!

(الإصحاح السادس)
دقت الساعة الخامسة
ظهر الجند دائرة من دروع وخوذات حرب
ها هم الآن يقتربون رويداً.. رويداً..
يجيئون من كل صوب
والمغنون فى الكعكة الحجرية ينقبضون
وينفرجون
كنبضة قلب!
يشعلون الحناجر،
يستدفئون من البرد والظلمة القارسة
يرفعون الأناشيد فى أوجه الحرس المقترب
يشبكون أياديهم الغضة البائسة
لتصير سياجاً يصد الرصاص!..
الرصاص..
الرصاص..
وآه..
تغنون: "نحن فداؤك يا مصر"
"نحن فداؤ"
وتسقط حنجرة مخرسة
معها يسقط اسمك يا مصر فى الأرض!
لا يتبقى سوى الجسد المتهشم.. والصرخات
على الساحة الدامسة!
دقت الساعة الخامسة
     
دقت الخامسة
     
دقت الخامسة
     
وتفرق ماؤك يا نهر حين بلغت المصب!
*    *    *
المنازل أضرحة،
والزنازن أضرحة،
والمدى أضرحة،
فارفعوا الأسلحة!
ارفعوا
الأسلحة!