إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، نوفمبر 20، 2010

عن كل ما هو حتمي .. وغير ضروري



.............
.............
الأربعاء،
تـؤ
الثلاثاء 28 مايو 2002
كان من المفترض أن يحـتل التاريخ الهجـري جـزءاً من الصفحـة،
إلا أنها لم تعد تحـتمل كدماغـي/
دماغـي التي كمتاهـة، لا ترقـى لمتاهات ألعاب الأطفال.
(آذان العصر)
المآذن تحـيط المكان كقبضة ،
مرتّلة الآذان بطرق مخـتلفة معظمها ينتمـي لأنكر الأصـوات،
وعبارة [ أنكر الأصـوات ]
مُستمدّة رغماً عنّي من تراث لا أستطيع تحـريكه.
مؤذن الجـامع القريب من بيتنا فـي إشاراته الغامضة للفجـر/
ـ حـيث البوق مُسلّط تجـاهـي ـ لطالما أثار داخلي رعدة رعب،
حـتى بعد محاولاتي إدراك معنى العبارات الملفوظة بصـوته الكئيب،
الذي لا يستطيع أي إيقاع احتوائه!
هـناك أشخاص يجـب أن نتحـدث عنهـم بدلاً من تفاهـة الحديث
عن أنفسنا
. .
صـديقـي فادي * مثلاً . .
والذي يصـغرني فـي السن/
والذي يُحمّلني في بعض الأحـيان مسئولية دخـوله النار/
والذي هـو بالمصادفة البحـتة خـرج ليجـد نفسه مسيحـياً،
رغم تفاهة التقسيمات ووهميتها.
فادي يطـالعه بوق آخـر،
وكل جـمعه يصـحو على أشد اللعنات التي تتوعده،
يشدّها صـوت حـميري آخـر مكئوب
كان يضـحـك ، وكذلك أنا
/
لابد من الضـحـك ..
فالمباراة التي بين الشعب المخـتار والأبناء الشرعيين
مهما كانت نتيجـتها ، فإنها تتنافى
ومصالح الخـير أمة التي أُخـرِجَـت للناس
!!!
فلابد وأن نضـحـك . . . نضـحـك جـداً.


.....................
.....................
 
هناك قصة طـالعتني في الجريدة المشابهة لكل المطبوعات المبجّـلة،
التي تقيء في دماغنا أفكاراً من الممكن أن تنتمي للدعارة/
ـ مع الاعتذار الرسمي والجـليل لمغزى الدعـارة ـ
القصة آتية من أرض الكفاح والجـهاد والأبطـال والشهداء و....
و.... و
.... 
فعن طريق العلم الحـديث، وعن طريق الإنترنت
أصـبح في إمكان المناضـلين المكافحـين أن يخـوضـوا معاركهم أيضاً،
{ وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة }
الولد كان فــ الــ 17 مـن عمره، وعن طريق ما استطـاعوا من قوة
تواصَـلتْ معه فتاة من أرض النضـال و الدم الحـار.
ـ من الممكن إرسال بعض الأغنيات الدعائيّة المعَبّرة لمعرفة طبيعة
الأرض العظيمة، وبعض التعليقات لمعرفة مسارات القضيّة المعلّقة على عضـو صـنم ـ
تمادت المبجـلة المناضـلة في الاتصال بالمغتَصِب المسكين، فما كان
من المسكين الأبله إلاّ الذهاب، وما كان من الأهل المناضـلين
للمبجـلة المناضـلة،
والذين يحـجـبون وجـوههم،
ويحـملون الشعارات فوق جـباههم وصـدورهم
إلاّ برمـــــي المغتَصـِب المرحـوم بالرصاص،
حـتى يتاح له كيفما يشاء إراحـة عضوه أبداً بين عـلامة
على شكل إصبعين منفرجـين عن آخـرهما.
هللت الصحـف الرائعة بالعمليّة النضاليّة والمبجـلة المجـاهدة،
حـتى أنهم أطـلقوا عـليها ـ لفظ أطـلقوا ينتمي إلى قاموس الأرض العظيمة ـ
[ جـميلة جـديدة من أرض النضال ]
ليس من الضروري وضع علامة تعجـب، فالعلامة اليتيمة الفقيرة لا تستطيع القيام بمهمّتها في مواجـهة تلك الحـادثة الخرافية الهامة الجـليلة والمقدسة .
ويكفـي . .
أن فأراً مذعوراً، محـبوساً في مصـيدة من رماد
يهلل مرتبكاً " نحـن قـــــوم جـباريـــــن "
مع ملاحـظة أن القوم الجـبارين حـسب ديانة الفأر
يُطـلق عليهم لفظ (الكَفَرَة)
إلاّ أنه يتعلل بحـمل مسدس وزاوية حـادة من إصـبعين
ليكونا جـواز مروره في النضال
[ نحـن قـــــــــوم جـباريــــــــــن ]
لابد وأن نضـحـك ......... نضـحـك جـداً.
من الممكن كتابة شعار على غرار شعار المرتَبِك المذعور
ليحـتل ـ وهـي كلمة مؤلمة لبعض السفهاء منّا ـ المسافة التي بين
نضـحـك ……… نضـحـك
"  فليتزفّر العالم / فليحـيا الخـراء "
....................
....................

لنتحـدث عن
آخـرين،
أهم من الحـديث عن أنفسنا . .
الشاب الوسيم وصـوته الذي يحـمل بصمات غـنج امرأة
تبدأ فـي مـضاجـعة نفسها
البذلة/الكرافات/الذقن المنتوفة/الشارب لبيان النوع /
الوجـه الذي يلمع / . . . . / . . . . / . . . . / . . . . . . .
صـورة مـشرقة للدين الإســلامـي الصالح لكل العصور.
والوسيم /
الذي أصـبح يتصدر الصـحـف هـو المعنى [ المادي ]
ـ آسف للإزعاج ـ لكلمة [ الصـلاحـية ] .
ووفقاً للآية الكريمة نفسها . .
{ وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة }
كعامل حـفز في التفاعـلات السياسيّة ، إذن . .
لا جـلباب ولا ذقون ولا أصـوات نكرة لا تستطيع ديسكات الكمبيوتر تحـمّلها،
وذلك نظراً للخوف من بطـش الجـبار الأعور الملقّب بالقطـب الأوحـد /
الذي يتلقّى لعنات أخـف حـدّة من صـديقـي كل جـمعه،
والذي يدور في فلكه . . عـقالات/ رايات حـمراء/ جـلابيب/ مطـارق/
مـلابس داخـليّة ، وأعـضاء رخـوة تحـاول في يأس لمس الأرض
قبل جـباه أصـحـابها.
خـرج الشاب الوسيم ليحـادث الصـفوة، ولفظ ( الصـفوة )
ينتمي إلى التقسيمات الأكثر تأثيراً من تقسيمات أخـرى
ترعب ( فادي ) المسكين.
خـرج للصـفوة ، دون أن تنسـى الطبقة الدنيا المُتطفّلة دوماً،
ذات الرائحـة الكريهـة/ التعلق بروائح المرحـلة، خـاصـة
بعدما استراح العجـوز الثرثار جـوار ربّه أخـيراً،
وبعدما منَح الأغبياء
صـكوك غفرانه ، لتنتشر بعد ذلك العطـور الخـانقة /
ـ كريح صرصرٍ ليست بعاتية تليق بأن يتعلق بها المُتطفّلون المعاتيه ـ
العطور الخـانقة المُتسرّبة من أسفل بِدَلِهم [ حـللهم أو بذلاتهم أو بذّاتهم ،
حـتى لا يصاب أحـد رعاة اللغة المقدّسة بالسكتة الدماغـيّة ]
وتتسرب من فساتينهن وتنانيرهن وجـلابيبهن و خـمورهن،
ليخـرجـوا جـميعاً من ذكر وأنثى وولْدَان ليسوا بمخـلدين/
يخـرجـون مـن شرنقاتهم،
ويدخـلون أفواجـاً في مدار الله .
فلابد وأن نضـحـك . . . . نضـحـك جـداً .
.................
.................
 
جـاءني الآن صـديق قديم
على المقهى القديم، الذي اكتشفته سنة 1993 ، وأنا
بالسنة الأولى في كليّة الحـقوق، وقتها
كنتُ أظـن أن كليّة الحـقوق هـي الحـل السحـري حـتى لا أقع
في جـب الشرطـة ودوريّات التفتيش !
تحـدثنا طـويلاً . . . . . . . . . . .
طـويلاً جـداً . . أنا والصديق الميت، الذي جـاء في إجـازه
من أداء الواجـب الوطـني
تحـدثنا طـويلاً . . . . . . . لخـمس دقائق/
طـويلاً جـداً
قلنا كل شيء في خـمس دقائق/
خـمس دقائق فقط / قلنا فيها كل شيء . . . . . . .
بَــــسْ .
. . . . . . .
لنتحـدث عن آخـرين
حـتى يتاح لنا
أن نضـحـك . . .
            نضحـك . . جـداً .


* فادي يعمل ويقيم الآن في المملكة العربية السعودية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق