إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، نوفمبر 16، 2010

إزميرالدا تمارس هوايتها


كافيتيريا تنتصب فوق شاطيء البحر، مُحاطة بالزجاج والجَو شتوي ورمادي.
اللون البنّي مُسيطر على المكان، فيما عدا الأرضيّة الرمليّة الصفراء.
اللون البنّي . .   
حيث
الترابيزات المُتراصة والمُتباعدة عن بعضها/المفارش/
الأكواب
المفغورة/الفازات/الورد الطبيعي.
كنّ
يتحلقن حول ترابيزة بجوار الباب الزجاجي،
رغم
وجود ترابيزات خالية عديدة.

دخلتُ
في صعوبة، حتى لا يصطدم الباب بالترابيزة.
كانت
إزميرالدا جالسة بينهن، وهي أقربهن إلى الباب،
فاعتدلتْ
لتواجهني، وهي تحكم إيشاربها الأبيض
جيداً،
بينما
الأخريات يتركن شعورهن للهواء الوافد من
أعلى،
حيث
المكان غير مسقوف ليتخلل المنظر لون رمادي مكئوب.

مدّتْ
يدها تصافحني، كانت ترتدي جوانتي أسود.
تصاعد
صوت إحداهن » مش ح تسلم عليها ؟! «
تسرّب
صوتي، فسمعْته . . بيتهيألي هي مش عايزه
فابتسمت
إزميرالدا وهي لم تزل تمد يدها
المُجَوْنَتة
ليلتف
الإيشارب الأبيض حول
وجهها،
ويُظهر
تفاصيله وابتسامتها في وضوح
شديد،
فيمتد
الإيشارب حتى يصل إلى آخر
الكافيتيريا،
وتتثبت
أطرافه عند الأفاريز.

كل
ذلك ورأسها ما زال على اعتداله،
رغم
الغطاء الأبيض الواسع المشدود/

والذي
اخترق جلستها وصديقاتها،
بينما
أطرافه تقسّم الترابيزات بين
الرواد
الوحيدين
والكراسي
الخالية التي
أمامهم،
وحيث
كل منهم مُستمر في
الكلام،
رغم
صفع البياض له كلما زاد سخف هواء السقف الرمادي.

لغط
. .
ولغط،
والصديقات
يشربن العصائر بالشفاطات،
أو
يأكلن الآيس كريم، ويتحدثن
مُبتسمات،
دون
أن تصلني كلماتهن.
بينما
هي
لم
تزل يدها
ممدودة،
وابتسامتها
مُرتسِمَة فوق فنجان القهوة الموضوع
أمامها،
وأنا
أقف
أتأمل المُنشغلات في
برود،
بينما
تمسك بالفنجان وتمده
إليها
يدي
الـ
مـ ـقـ ـطـ ـو عـ ــة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق