إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، ديسمبر 16، 2010

تشومسكي ... أوباما ليس إلا عملية تجميل للنظام الأميركي

Noam Chomsky

لم يزل المفكر والفيلسوف وعالم اللغويات الأميركي نعوم تشومسكي يستعرض السياسة العنصرية الأميركية، ولم يزل رغم كونه يهودياً يعارض الفكر الصهيوني الاستيطاني، وما يحمله من إبادة للشعب الفلسطيني، لم يزل مصراً على مواقفه التي سببت له العديد من المشكلات والصعوبات، رغم كونه يهودياً أميركياً، ولكنه في سبيل الإيمان بمبادئ ربما يتناساها الجميع، يحاول الرجل من خلال كتبه ومقالاته ومحاوراته أن يوضح الأمر، ويفضح السياسة الأميركية والصهيونية، من خلال موضوعية البحث عن حلول، وإن كانت طويلة الأجل. ومن خلال برنامج "حوار مفتوح" بقناة الجزيرة، حاول تشومسكي أن يوضح الصورة بعض الشيء، حتى لا يتم التعلق بحلول وهمية، أوضحها الرجل مسبقاً في كتابه "أوهام الشرق الأوسط".

حقوق الإنسان الأميركية

يشير تشومسكي إلى مصطلح "حقوق الإنسان" في السياسة الأميركية بأنه يحمل معنى وحيد لا يفارقه في العقلية السياسية الأميركية، وأنه يعني حسب قول تشومسكي "
إنه التزام أسطوري كاذب، وأن هذه الحقوق تتحدد على أساس الإسهامات في حفظ النظام. فللحكومات العربية حقوق لأنها تسيطر على الشعوب وتضمن تدفق الثروة إلى الغرب، ولبريطانيا حقوق مادامت تلعب دور الكلب التابع للولايات المتحدة" فالولايات المتحدة لا تعبر عن معايير مزدوجة كما هو شائع، ولكنها تمتلك معيار وحيد هو معيار المصالح. وأي إخلال بهذه المصالح ستكون قائمة التهم الأميركية جاهزة لكل دولة أو نظام يعمل خارج فلك مصالحها.
ويؤكد تشومسكي أن جمال عبدالناصر كان العدو الأكبر للولايات المتحدة الأميركية حيث كان يُعرف هناك بالوطني المتطرف، مما ترتب عليه قيام السياسة والخطط الأميركية للتصدي لأشخاص مثل عبد الناصر، وفي سبيل ذلك قاموا بتقديم الدعم لإسرائيل، كذلك قامت الولايات المتحدة بمنح الحماية للسعودية لأنها رأت فيها دولة استراتيجية في المنطقة وهو ما نراه مستمراً حتى اليوم، كما روجوا للعرب أن إيران هي العدو، وسعوا لمنع أي دولة من أن تسلك طريق الاستقلال الوطني.

النفط
يفسر تشومسكي ما جاء بكتابه "أوهام الشرق الأوسط" بأن القلق الأساسي بالنسبة للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط مصدره وجود النفط في هذه المنطقة والذي حاز على اهتمام أميركا بمجرد اكتشافه، حيث اكتشف وزارة الخارجية الأمريكية أن منطقة الشرق الأوسط منطقة استراتيجية في العالم، وبالتالي فإن السيطرة على النفط في الشرق الأوسط سيسفر عن السيطرة على العالم كله، وبالتالي ركزت الولايات المتحدة على السعودية كمنطقة استراتيجية وأيضاً كنقطة انطلاق لتوسيع النفوذ الأميركي في تلك المنطقة.

أوباما عملية تجميل سياسية
يرى تشومسكي أن أوباما رغم كونه يتمتع بشعبية كبيرة في الولايات المتحدة، ومُطالب بتغيير التوجه الأمريكي بشكل عام، فهو ما جاء إلا لتجميل وجه أميركا بعد سياسة بوش الابن الاستفزازية. ولكن سياسة أوباما لا تختلف عن سياسة بوش خاصة فيما يتعلق بمسألة الحرب على الإرهاب، مؤكداً أن هناك عدائية الآن في العالم لأمريكا، حيث تدهورت سمعتها في عهد بوش والسبب في ذلك أن إدارة هذا الأخير وضعت قدمها في وجه جميع العالم، متجاهلة اعتراضات الأمم المتحدة، أو اعتراضات أياً كان. إلا أن أوباما يتوجه إلى الجميع بالكلام من أجل إنقاذ سمعة أمريكا وليس بالفعل، فليس هناك تغيير سياسي حقيقي.
فسياسة الدولة الأميركية لا تعبر عن الرأي العام الأمريكي كما هو شائع، كما أنها أيضاً لا تخضع كما يحبون أن يُشيعوا عنها تسير وفق هوى اللوبي الصهيوني على وجه الخصوص، فمن يحرك السياسة الخارجية الأمريكية ليسوا هم اللوبيات السياسية ومنها اللوبي الصهيوني،
بل هم رجال الأعمال فقط، وهؤلاء أصدقاء لإسرائيل فإذا تغيرت نظريات المصالح لدى رجال الأعمال فإن التغيير في سياسة واشنطن في الشرق الأوسط ستكون ملحوظة.


يهودي ضد الصهيونية

جاءت مداخلات الحضور بسؤال تشومسكي بكيفية يرى نفسه يهودياً، مؤمناً بأرض الميعاد وفي الوقت نفسه يدافع عن حقوق وقضية الشعب الفلسطيني؟
يرى تشومسكي أنه نشأ في عائلة يهودية وأنه منسجم مع الثقافة اليهودية، وهذا لا علاقة له وربما يتنافى مع ما تروّج له الحركة الصهيونية، مشيراً إلى أنه بالنظر إلى الوقائع والحقائق ربما كان اليهود الأساسيين هم الفلسطينيون وأنهم اضطروا لمغادرة الأرض لأن بعض القوى جاءت وطردتهم، وبالتالي هذا ما حدث طوال التاريخ والفلسطينيون الذين كانوا هناك هم السكان الأصليين.


البحث عن حل واقعي

يرى تشومسكي أن البحث عن حل للقضية الفلسطينية لابد وأن يبدأ من أرض الواقع، فإذا أراد الفلسطينيون تحقيق الأهداف على المدى البعيد فعليهم اتخاذ خطوات على مراحل، والنظر فيما يمكن تحقيقه خلال كل مرحلة فهكذا حققت الحركة الصهيونية أهدافها.
وعن الحل المتمثل في إقامة دولتين قال تشومسكي إنه لا يعتقد أنه حل جيد وأنه عارض هذه الفكرة خلال الأربعينات وكان معارضاً للدولة اليهودية، ولكن الأمور تغيرت خلال الأعوام التالية وأنه إذا أردنا أن نحقق الهدف النهائي فعلينا أن نغير الطرق والسبل لتحقيق الهدف، ويقترح تشومسكي أن هناك سبيلا واحدا فقط للأسف في الوضع الحالي وهو أن نقبل بتسوية دولتين ولكن المشكلة ليست في عدم قبول الفلسطينيين، ولكن أميركا وإسرائيل ترفضان مثل هذا الحل.


الشعور الأميركي بالذنب!
وبسؤاله عن
وجود شعور بالذنب داخل المؤسسة الأميركية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية تحديداً؟
أجاب تشومسكي أنه ليس لدى أميركا شعور بالذنب تقريباً تجاه الفلسطينيين ولا حتى تجاه التاريخ، متسائلاً هل كان هناك شعور بالذنب تجاه الأفارقة أو السكان الأصليين لأميركا؟ والإجابة هي لا، فهناك مثقفين أميركيين يكتبون ولا يلتفتون لمثل هذه الأمور وهي الشعور بالذنب، فتحريف الحقائق والتاريخ ساهم بعدم الشعور بالذنب  في أميركا.
ويضرب المثل بالحرب الأميركية ضد فيتنام وكيف دمرت هذه الحرب أربعة دول، وأن الرئيس الأميركي كارتر  قال إن أميركا لا تدين لفيتنام بأي شيء لأن الدمار كان دمارا متبادلا وفقاً له، وقال كارتر إن هناك قضية معنوية وأخلاقية واحدة هي قضية كيف تم إسقاط الطائرات الحربية الأميركية من قِبل الفيتناميين بطريقة وحشية!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق