إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، ديسمبر 08، 2010

Rachel ... فضح الصهيونية العسكرية



عُرض مؤخراً فيلم "راشيل" الذي يدور حول ظروف وفاة المتضامنة الأميركية راشيل كوري، حينما كانت وبعض زملائها من عدة دول أجنبية يتصدون لإيقاف تقدم الجرافات الإسرائيلية التي جاءت إلى المنطقة لتنفيذ قرار عسكري بهدم بيوت المواطنين الفلسطينيين. وتزامن هذا العرض مع الذكرى السادسة لمقتل بطلة الفيلم، التى لقت حتفها في العام 2003. والفيلم من إخراج اليهودية الفرنسية، والمغربية الأصل سيمون بيتون، التي ولدت في المغرب عام 1955، ثم هاجرت عام 1966 مع أسرتها إلى إسرائيل، قبل أن تغادر إلى فرنسا لدراسة الإخراج السينمائي، وقد شاركت من قبل فعلياً كجندية في الجيش الإسرائيلي في حرب أكتوبر 1973، ثم تحوّلت إلى نصيرة للسلام، وقامت بإخراج مجموعة من الأفلام التسجيلية، التي تدعو إلى التعايش السلمي فوق هذه المنطقة المتوترة من العالم.

ليست حكاية راشيل

تنفي سيمون بيتون أن يكون فيلمها حكاية تفصيلية عن راشيل، ولكنه تحقيقاً سينمائياً لطبيعة الحياة فوق هذه الأرض التي زارتها راشيل، ودفعت حياتها ثمناً لهذه الزيارة. فالأكثر من عملية القتل البشعة لراشيل، هو سياسة الهدم المنهجية التي تمارسها العسكرية الإسرائيلية ليل نهار في قطاع غزة، وإطلاق النار والقتل المجاني الذي يتداوله الجنود بين المواطنين الفلسطينيين، مما يوضح سبب الاهتمام الكبير الذي يقابلون به المتضامنين الأجانب، الذين يتواجدون في المنازل الفلسطينية، على أمل أن يشكل ذلك سبباً للجيش الإسرائيلي لعدم إطلاق الرصاص والقذائف على المنازل التي يتواجدون فيها. وبسؤال سيمون عن شخصية بطلة فيلمها، أشارت أنها أعدت للفيلم خلال ثلاث سنوات، كان دافعها بالطبع هو حادثة موت راشيل، ولكن ما تريده أكثر من مجرد حادثة موت هذه الفتاة الغريبة عن هذه الأرض، ولطرح أفكارها كان لابد من وجود شخصية كراشيل أصبحت درامية بالمصادفة السيئة، كما كان اختيارها كشخصية محورية هو الالتفاف على شركات الإنتاج التي ما كانت لتقبل بتمويل الفيلم، إذا دار حول مدني فلسطيني من أبناء غزة.

التحقيق الدرامي
تسرد بيتون فيلمها من عن طريق ما يسمى بالتحقيق الدرامي، واستعراض وجهتي النظر المتناقضة تماماً من خلال شهادات حية لكل من أصدقاء راشيل من المتضامنين والناشطين السياسيين الأجانب الذين كانوا معها في رفح ولفلسطينيين استضافوها في بيوتهم، بالإضافة إلى شهادات عدد من جنود وضباط في الجيش الإسرائيلي. ومن خلال هذه الطريقة في المعالجة الدرامية يصبح المشاهد وكأنه يرى تحقيقاً جنائياً حياً حول واقعة موت راشيل، وما يحيطها من ظروف وملابسات وواقع مؤلم يحيط بهذا المكان. فبينما تنفي تماماً السلطة الإسرائيلية جريمة القتل العمد التي قاما بها سائقا الجرّافة، وقد نفيا تماماً رؤية راشيل وهي قريبة من الجرافة، لصعوبة الرؤية وتشوشها. كما أسفر التحقيق الذي أجراه الجيش الإسرائيلي إلى أن ما جرى كان مجرد حادث. يؤكد أهل المكان من الفلسطينيين، وكذلك أصدقائها ممن كانوا معها أن عملية القتل كانت عن عمد، لأنها تقدمت من الجرافة أكثر من الجميع، بهدف منعها هدم أحد المنازل. كما تم سرد بعض التفاصيل من خلال حكايات الشخصيات التي ظهرت في الفيلم كصديقة راشيل التي رافقتها إلى مستشفى أبو يوسف النجار في رفح التي تقول إن "كل الإعلام كان مهتماً بما جرى مع صديقتنا (راشيل) كان يريد أن يعرف كل شيئ عنها، بينما لم يهتم الإعلام بفلسطيني في نفس الوقت قتل برصاص قناص (إسرائيلي) فقط لأنه كان يريد ان يدخن سيجارة على شباك منزله."
وفي لقاء مع طبيب التشريح
في تل أبيب يقول "بالرغم من طلب والدي راشيل عدم إجراء تشريح للجثة لمعرفة أسباب الوفاة إلا بحضور ممثل من السفارة الأميركية، إلا أن السفارة أبلغتنا أنها غير معنية بإرسال ممثل عنها لحضور عملية التشريح".

نتسلى بالقتل

في حوار مع أحد جنود الاحتلال كان يتواجد سابقاً بالمنطقة التي وقع بها الحادث. ربما يبدو للوهلة الأولى خارج سياق الفيلم، إلا أنه يؤكد على رؤية مخرجته ووجهة نظرها، التي تركتها حيادية لوقت طويل من خلال الشهادات المتناقضة، فالجندي الذي يضع وجهه أمام الحائط أثناء حواره، كان شكلاً رمزياً للعار الذي يلاحقه، أكثر من خشيته ظهور وجهه على الشاشة. فقد قامت المخرجة بتوجيه بعض الأسئلة القاسية، ليسرد الجندي الإجابات الأقسى ... "كنا نطلق النار لنتسلى على النوافذ والواجهات .. كنا نطلق النار على خزانات المياه لنستمع إلى صوت الماء المتدفق منها."


وفي رده على إن كان قد قتل فلسطينيين .. "نعم قتلت أناساً كثيرين .. لا شك كان بينهم أطفال ونساء.

المنسيون
بعبارات صديقة راشيل حول تحرك الإعلام لموت صديقتها، وتجاهله الأمر إذا كان الضحية من أصحاب الأرض،
تحاول بيتون على حد قولها أن تتخذ من حالة راشيل رمزاً قائلة
"إن موت راشيل الأميركية رمز في حد ذاته، لأن موتها يجعلنا نفكر في مصير الضحايا المنسيين، ولسان الحال يقول .. إذا كان الإسرائيليون يستهينون بحياة الإنسان الأميركي إلى هذا الحد، وإذا كانت فتاة أمريكية شقراء مثل راشيل، لا يحاكم قاتلها أو ينال جزاؤه، وإذا كان الإسرائيليون يزيفون الحقائق حتى مع أصدقائهم الأميركيين، فماذا يمكن أن نقول إذا كان الضحية فلسطينيا"
.

                                سيمون بيتون .. مخرجة الفيلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق