إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، يونيو 21، 2013

عن كل ما هو حتمي .. وغير ضروري

الأربعاء، تُؤ
الثلاثاء 28 مايو 2002.
كان من المفترض أن يحتل التاريخ الهجري جزءاً من الصفحة،
إلا أنها لم تعد تحتمل كدماغي/
دماغي التي كمتاهة، لا ترقى لمتاهات ألعاب الأطفال.
(آذان العصر)
المآذن تحيط المكان كقبضة،
مُرتّلة الآذان بطرق مُختلفة مُعظمها ينتمي لأنكر الأصوات،
وعبارة "أنكر الأصوات"
مُستمدّة رغماً عنّي من تراث لا أستطيع تحريكه.
مؤذن الجامع القريب من بيتنا في إشاراته الغامضة للفجر/
حيث البوق مُسلّط تجاهي لطالما أثار داخلي رعدة رعب،
حتى بعد مُحاولاتي إدراك معنى العبارات الملفوظة بصوته الكئيب،
الذي لا يستطيع أي إيقاع احتوائه!
هناك أشخاص يجب أن نتحدث عنهم بدلاً من تفاهة الحديث عن أنفسنا ..
صديقي فادي* مثلاً
والذي يصغرني في السن/
والذي يُحمّلني في بعض الأحيان مسئولية دخوله النار/
والذي هو بالمُصادفة خرج ليجد نفسه مسيحياً،
رغم تفاهة التقسيمات ووهميتها.
فادي
يُطالعه بوق آخر،
وكل جُمعه يصحو على أشد اللعنات التي تتوعده،
يشدّها صوت حميري آخر مكئوب
كان يضحك، وكذلك أنا/
لابد من الضحك ..
فالمباراة التي بين الشعب المُختار والأبناء الشرعيين
مهما كانت نتيجتها، فإنها تتنافى
ومصالح خير أمة أُخرِجَت للناس
!
فلابد وأن نضحك .. نضحك جداً.
.....
هناك قصة طالعتني في الجريدة المشابهة لكل المطبوعات المُبجّلة،
التي تتقيأ في دماغنا أفكاراً من الممكن أن تنتمي للدعارة/
مع الاعتذار الرسمي والجليل لمغزى الدعارة.
القصة آتية من أرض الكفاح والجهاد والأبطال
والشهداء و . . . و . . . .
فعن طريق العلم الحديث، وعن طريق الإنترنت
أصبح في إمكان المُناضلين المُكافِحين أن يخوضوا معاركهم أيضاً،
{وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة}
الولد كان ف الـ 17 من عُمره،
وعن طريق ما استطاعوا من قوة
تواصَلتْ معه فتاة من أرض النضال والدم الحار.
من الممكن إرسال بعض الأغنيات الدعائيّة المُعَبّرة لمعرفة طبيعة الأرض العظيمة،
وبعض التعليقات لمعرفة مسارات القضيّة المعلّقة على عضو صنم.
تمادت المُبجلة المُناضلة في الاتصال بالمغتَصِب المسكين،
فما كان من المسكين الأبله إلاّ الذهاب،
وما كان من الأهل المُناضلين للمُبجلة المُناضلة،
والذين يحجبون وجوههم، ويحملون الشعارات فوق جباههم وصدورهم إلاّ
برمي المغتَصب المرحوم بالرصاص، حتى يتاح له كيفما يشاء إراحة عضوه أبداً بين علامة
على شكل إصبعين مُنفرجين عن آخرهما.
هللت الصحف الرائعة بالعمليّة النضاليّة والمُبجلة المُجاهدة،
حتى أنهم أطلقوا عليها
لفظ أطلقوا ينتمي إلى قاموس الأرض العظيمة
(جميلة جديدة من أرض النضال).
ليس من الضروري وضع علامة تعجب،
فالعلامة اليتيمة الفقيرة لا تستطيع القيام بمُهمّتها في مواجهة
تلك الحادثة الخرافية الهامة الجليلة والمقدسة.
ويكفي ..
أن فأراً مذعوراً، محبوساً في مصيدة من رماد يهلل مُرتبكاً  
"نحن قوم جبارين"
مع ملاحظة أن القوم الجبارين حسب ديانة الفأر
يُطلق عليهم لفظ (الكَفَرَة)
إلاّ أنه يتعلل بحمل مسدس وزاوية حادة من إصبعين
ليكونا جواز مُروره في النضال
(نحن قوم جبارين)
لابد وأن نضحك … نضحك جداً.
من المُمكن كتابة شعار على غرار شعار المُرتَبِك المذعور
ليحتل  ــ وهي كلمة مؤلمة لبعض السفهاء منّا ــ المسافة التي بين
نضحك … نضحك
"فليتزفّر العالم/فليحيا الخراء"

.....
لنتحدث عن آخرين،
أهم من الحديث عن أنفسنا . .
الشاب الوسيم
وصوته الذي يحمل بصمات غنج امرأة تبدأ في مُضاجعة نفسها
البدلة/الكرافات/الذقن المنتوفة/الشارب لبيان النوع/
الوجه الذي يلمع/. . . ./. . . ./. . . ./. . . . . . .
صورة مُشرقة للدين الإسلامي الصالح لكل العصور.
والوسيم/
الذي أصبح يتصدر الصحف هو المعنى (المادي)
ــ آسف للإزعاج ــ  لكلمة (الصلاحية).
ووفقاً للآية الكريمة نفسها ..
{وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة}
كعامل حفز في التفاعلات السياسيّة، إذن ..
لا جلباب ولا ذقون ولا أصوات نكرة لا تستطيع ديسكات الكمبيوتر تحمّلها،
وذلك نظراً للخوف من بطش الجبار الأعور المُلقّب بالقطب الأوحد/
الذي يتلقّى لعنات أخف حدّة من صديقي كل جُمعه،
والذي يدور في فلكه .. عقالات/رايات حمراء/جلابيب/مطارق/
ملابس داخليّة، وأعضاء رخوة تحاول في يأس لمْس الأرض
قبل جباه أصحابها.
خرج الوسيم ليُحادث الصفوة، ولفظ (الصفوة)
ينتمي إلى التقسيمات الأكثر تأثيراً من تقسيمات أخرى
ترعب (فادي) المسكين.
خرج للصفوة، دون أن تنسى الطبقة الدنيا المُتطفّلة دوماً ــ ذات الرائحة الكريهة ــ التعلق بروائح المرحلة، خاصة بعدما استراح العجوز الثرثار جوار ربّه أخيراً، وبعدما منَح الأغبياء
صُكوك غفرانه، لتنتشر بعد ذلك العطور الخانقة/ كريح صرصرٍ ليست بعاتية تليق بأن يتعلق بها المُتطفلون المعاتيه، العطور الخانقة المُتسرّبة من أسفل بِدَلِهم (حُلَلِهم أو بذلاتهم أو بذاتهم،
حتى لا يُصاب أحد رعاة اللغة المقدّسة بالسكتة الدماغيّة)
وتتسرب من فساتينهن وتنانيرهن وجلابيبهن وخمورهن،
ليخرجوا جميعاً من ذكر وأنثى وولْدَان ليسوا بمخلدين/
يخرجون من شرنقاتهم،
ويدخلون أفواجاً في مدار الله.
فلابد وأن نضحك ... نضحك جداً.
. . . . . . . . .

جاءني الآن صديق قديم
على المقهى القديم، الذي اكتشفته سنة 1993، وأنا
بالسنة الأولى في كلية الحقوق، وقتها
كنتُ أظن أن كلية الحقوق هي الحل السحري حتى لا أقع
في جب الشرطة ودوريات التفتيش!
تحدثنا طويلاً .....
طويلاً جداً ...
أنا والصديق الميت،   
الذي جاء في أجازه من أداء الواجب الوطني
تحدثنا طويلاً ... لخمس دقائق/
طويلاً جداً
قلنا كل شيء في خمس دقائق/
فقط خمس دقائق/
قلنا فيها كل شيء ...
بَسْ.
....
لنتحدث عن آخرين
حتى يتاح لنا
أن نضحك ...
نضحك .. جداً.


* فادي الآن يعمل ويقيم بالمملكة العربية السعودية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق