كرنفالات
المتأسلمين
تجربة التحاور مع المتأسلمين على اختلاف تياراتهم، ستخرج منها بنتيجة وحيدة، ألا وهي أنهم لا يرون أو يسمعون أو يتحدثون سوى مع أنفسهم. وهذا لا يدعو لاستغراب إلا مَن هم يتوهمون الوصول إلى نتائج مع هؤلاء. فرغم الابتسامة التي تعلو وجوههم في البداية، وقسماتهم التي تتحول أثناء المحاورة إلى التجهم، ثم الغضب، وأخيراً وضعك في خانة المتهم، الذي لا بد وأن تبدأ في الدفاع عن نفسك، وكأنك تنفي تهمة مؤكدة، ليتحول موقفك إلى موقف مأسوي عبثي، أشبه بمواقف فرانز كافكا في حكاياته الكابوسية. هذه أولى مظاهر الكرنفالية/الاحتفالية في حوارات وحياة المتأسلمين. فالكرنفال يحتوي العديد من الأصوات والوجوه المتمايزة، حتى يتحقق معناه، ومن هنا يأتي معنى الصخب والتنوع والاختلاف، خالقاً لوحة متناقضة ومتباينة في تناغم إنساني. لكن كرنفالات المتأسلمين تخالف تماماً هذا المفهوم، لاعتقادهم بأن صوتهم الوحيد والأوحد قادر على صنع حالة الكرنفال هذه. لذلك نجدهم يتحدثون عن مظاهر كرنفالية لا يؤمنون بها ولا يدركون معناها .. كالحوار الديمقراطي، أو عمليات الاقتراع، بخلاف الظهور في وسائل الإعلام المختلفة، وعلى رأسها القنوات الفضائية. لنشهد عرضاً كارثياً من عروض السيرك. كأن نلاحظ أن المتأسلم يريد أن يكون العارض والمتفرج في الوقت نفسه، وقد يتحول إلى بهلوان خائب، فيستعرض فقراته التي لا تضحك إلا سواه، ويتخيل أصوات الجماهير التي تستحسن أفعاله، بل وتمتد به حالات التوهم ليحل صوته محل صوت الجمهور، وتصفيقه المبهج. عند هذه الحالة يتحول الكرنفال إلى مصح نفسي كبير، يحاول أن يجمع المتأسلمين على اختلافهم واختلاف ألوانهم ولغاتهم وصيحاتهم، هنا فقط يتحقق حلمهم بعالم لا يحمل أو يحتمل أحد سواهم، عالم كبير مغلق، محاط بزجاج شفاف، حيث يمكننا مشاهدتهم من خلاله، كحفريات تاريخية في مختبر إنساني تستوجب الدراسة!
تجربة التحاور مع المتأسلمين على اختلاف تياراتهم، ستخرج منها بنتيجة وحيدة، ألا وهي أنهم لا يرون أو يسمعون أو يتحدثون سوى مع أنفسهم. وهذا لا يدعو لاستغراب إلا مَن هم يتوهمون الوصول إلى نتائج مع هؤلاء. فرغم الابتسامة التي تعلو وجوههم في البداية، وقسماتهم التي تتحول أثناء المحاورة إلى التجهم، ثم الغضب، وأخيراً وضعك في خانة المتهم، الذي لا بد وأن تبدأ في الدفاع عن نفسك، وكأنك تنفي تهمة مؤكدة، ليتحول موقفك إلى موقف مأسوي عبثي، أشبه بمواقف فرانز كافكا في حكاياته الكابوسية. هذه أولى مظاهر الكرنفالية/الاحتفالية في حوارات وحياة المتأسلمين. فالكرنفال يحتوي العديد من الأصوات والوجوه المتمايزة، حتى يتحقق معناه، ومن هنا يأتي معنى الصخب والتنوع والاختلاف، خالقاً لوحة متناقضة ومتباينة في تناغم إنساني. لكن كرنفالات المتأسلمين تخالف تماماً هذا المفهوم، لاعتقادهم بأن صوتهم الوحيد والأوحد قادر على صنع حالة الكرنفال هذه. لذلك نجدهم يتحدثون عن مظاهر كرنفالية لا يؤمنون بها ولا يدركون معناها .. كالحوار الديمقراطي، أو عمليات الاقتراع، بخلاف الظهور في وسائل الإعلام المختلفة، وعلى رأسها القنوات الفضائية. لنشهد عرضاً كارثياً من عروض السيرك. كأن نلاحظ أن المتأسلم يريد أن يكون العارض والمتفرج في الوقت نفسه، وقد يتحول إلى بهلوان خائب، فيستعرض فقراته التي لا تضحك إلا سواه، ويتخيل أصوات الجماهير التي تستحسن أفعاله، بل وتمتد به حالات التوهم ليحل صوته محل صوت الجمهور، وتصفيقه المبهج. عند هذه الحالة يتحول الكرنفال إلى مصح نفسي كبير، يحاول أن يجمع المتأسلمين على اختلافهم واختلاف ألوانهم ولغاتهم وصيحاتهم، هنا فقط يتحقق حلمهم بعالم لا يحمل أو يحتمل أحد سواهم، عالم كبير مغلق، محاط بزجاج شفاف، حيث يمكننا مشاهدتهم من خلاله، كحفريات تاريخية في مختبر إنساني تستوجب الدراسة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق