إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، يونيو 24، 2013

Rise like Lions


"لسنا بحاجة إلى نظام لكي نكون، لأن المشكلة قائمة والجميع تقريباً توصلوا إلى قناعة أن لا فائدة، الناس يئست، بذلوا حياتهم ودرسوا وتخرجوا من الجامعات ولا نتيجة، إنهم يريدون إعادة بناء النظام الديموقراطي والحقوقي، الناس لديهم الإرادة والصوت ولكن القرار ليس بأيدبهم، بل في أيدي الأثرياء وأصحاب القرار في وول ستريت ". هذه العبارات لديفيد جرابر، وهو عالم انثروبولوجي، ومن مؤسسي حركة احتلوا وول ستريت. يستعرض فيلم "انهضوا كالأسود" Rise like Lions  لمخرجه سكوت نوبل، خلفيات وتداعيات هذه الحركة، وما واجهته من قمع دولة تدّعي أنها الراعي الرسمي للديمقراطية في العالم.

 

رصد البدايات والأبعاد

جاءت البدايات الأولى للحركة من خلال سعي مؤسسيها إلى حشد مجموعة من المتظاهرين، والذهاب إلى وول ستريت للتعبير عن سخطهم على سياسات العولمة وما يمثله وول ستريت من حاكم لسير حركة رأس المال العالمي. كان الهدف في البداية هو استحضار 2000 شخص، إلا أن  الحركة استقطبت عشرة أضعاف هذا الرقم، لتنطلق يوم 17 سبتمبر، وتتسع وتنتشر في جميع الولايات الأميركية. ويرصد الفيلم ابعاد وخلفيات الحركة، وجذورها وامتداداتها في المجتمع الأميركي، بالاستناد إلى عدد كبير من المقابلات والوثائق التي تسلط الضوء على هذه الحركة/الظاهرة، الجديدة على المجتمع الأميركي، الذي يعيش غالبيته تحت رحمة الميديا الأميركية التي تشكل عقل وسلوك المواطن هناك.

والحركة التي لم تكن غير حركة احتجاجية بسيطة من الممكن أن تستغرق يوماً أو أكثر، ثم يعود الكل إلى منازلهم، اتسعت بشكل غير متوقع، فتتشكل لها قيادات في العديد من المدن الأميركية لكي تنتظم في تظاهرات مماثلة، لتبدأ بعدها حملة المطاردات والاعتقالات، فيظهر الفيلم شراسة شرطة نيويورك وغيرها في التصدي للناشطين والمتظاهرين بالعصي وتكبيل الأيدي والاعتقال، ذلك في لقطات حية وكاميرا محمولة تهتز وتصطدم بالحشود البشرية أثناء الفرار والاختباء والمطاردات.


حقائق وإحصاءات

يقدم الفيلم العديد من الحقائق والإحصاءات، حرص الناشطون على نشرهامنها ... أن مالا يزيد عن 140 ألف شخص فقط هم الذين يمتلكون المال والسلطة وهم لايشكلون أكثر من 1%، لهذا اطلق الناشطون شعار "نحن 99%" حتى صار أيقونة تمردهم على الهيمنة الرأسمالية.
وبطريق غير مباشر يرصد الفيلم الإيديولوجيا التي ينتهجها عدد من ناشطي الحركة، فغالبيتهم يُجمعون على حق التظاهر ضد الظاهرة الإمبريالية الجديدة، كوجود أكثر من 700 قاعدة عسكرية أميركية منتشرة في معظم أنحاء العالم، خاصة وبصورة مباشرة في 35 دولة،وكذلك إدانة مقتل أكثر من 5000 جندي أميركي في حرب العراق، مقابل قتل أكثر من مليون عراقي، إضافة إلى سياسة دعم العديد من الأنظمة الديكتاتورية في أنحاء العالم، خاصة الدول التي لا تستجيب شعوبها للإرادة الأميركية.

 
لن نتوقف

ويلاحظ أن ناشطي الحركة تجمعهم حقيقة تمنحهم الشرعية والحق في التظاهر واستخدام أساليب الرفض الجماعي، خلاصتها أن الديمقراطية الأميركية ذاتها ــ افتراضاً ــ تكفل هذه الحقوق، لكن الواقع يؤكد عكس ذلك. وقد جاءت عبارات بعض الناشطين خلال المقابلات بالفيلم لتؤكد وجهة نظرهم فيقول (جيمس لاجريس) .. "إننا لا نريد أن نفني أعمارنا حتى الموت، ثم نكتشف في النهاية أننا مازلنا مدينين للبنوك لأولئك السادة الجالسين في وول ستريت ولاس فيجاس"، كما يضيف المؤلف (كريس هيدجز) قائلاً .. "إن النظام الأناني الذي يركض وراء الأرباح وترسيخ النظام المركزي والمركزية في كل شيء هو الذي أنتج ظاهرة الجنون في جني الأرباح الطائلة والفوائد، حيث لا توجد قوانين في وول ستريت توقف هذا الشره وهم يلعبون كل الألعاب وأساليب الخداع للوصول إلى أهدافهم، ليروج لهم الإعلام، وعلينا أن نصدق ونرضى إلى الأبد... وهذا مستحيل".

 
من وحي الربيع العربي

لم ينكر أحد من منظمي ومؤسسي حركة "احتلوا وول ستريت" تأثير الربيع العربي، وطريقة الثورات العربية ــ لا نتحدث عن نتائجها الآن ــ من حيث الاعتصامات والتظاهرات السلمية المليونية، والتي أدت إلى سقوط الأنظمة الديكتاتورية العربية واحداً تلو الآخر. ولا أدل من ذلك على استلهام شعارات هذه الثورات، ورفع أعلامها في وول ستريت، كمصر وتونس، لذلك ضمت الحركة واستدعت ناشطين ومتظاهرين من تونس ومصر وغيرها ليشكلوا تجمعاً عالمياً تلتقي فيه الإرادات والتطلعات للتغيير.
فمهما تكن النتائج الأولية لهذه الاحتجاجات والتظاهرات، وحتى الثورات التي تبدو أنها اكتملت، فوجود جماعات الضغط، وخاصة الاجتماعية، نعتقد أنها الوحيدة القادرة على التغيير مهما طال الأمد. والثورة مستمرة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق