Argo ...
أميركا توثق لانتصاراتها على إيران
تاريخياً!
فيلم Argo يحكي ويوثق لعملية ناجحة من عمليات المخابرات الأميركية، التي استطاعت إنقاذ 6 من الرهائن الأميركيين العاملين بالسفارة الأميركية من الأسر في طهران عام 1979 بعد أن اقتحمها الطلاب وقت الثورة الإسلامية، التي استتب لها الأمر، وحوّلت إيران إلى جحيم. ونظراً للتشاحن ــ الظاهري ــ بين الولايات المتحدة وإيران، فقد رآه البعض فيلماً إنسانياً، معادياً للفاشية الدينية، ونعتقد أن هذا هو السبب الرئيسي لحصول الفيلم على أوسكار هذا العام.
الفيلم من بطولة وإخراج "بن أفليك".
الحكاية
مجموعة
صغيرة من الطلبة الإيرانيين قامت في صباح 4 نوفمبر 1979 بالتجمع أمام مبنى السفارة
الأميركية بطهران، للتظاهر والتنديد بسياسة الولايات المتحدة ضد إيران، وازدادت
أعداد المتظاهرين، حتى وصل الأمر إلى قيام البعض بتسلق الجدران إلى الداخل، ثم قام
حوالي 500 طالب إيراني باحتلال السفارة، واحتجاز جميع من كان بداخلها من
الدبلوماسيين الأميركيين. إلا أن 6 من الدبلوماسيين العاملين بالسفارة بينهم
الملحق الزراعي لجأوا إلى السفارة الكندية القريبة، ومكثوا بها تحت الحماية
الرسمية. وهؤلاء هم الذى بنى عليه المخرج والممثل بن أفلك فيلمه مُركزاً على كيفية
قيام عميل المخابرات المركزية الأميركية بالتنكّـر كمنتج ومصوّر سينمائي لتهريبهم،
والعودة بهم إلى موطنهم.
فالرجل
بالفعل استقدم معه مجموعة من الفنيين المحترفين في هوليوود، بهدف عمل فيلم وثائقي
عن الحدث الكبير/الثورة الإيرانية، هذا العميل اسمه "تونى ميندز". ولم
يتم الإعلان عن كيفية نجاح عملية تحرير الرهائن هذه إلا في وقت قريب جداً، كعادة
الولايات المتحدة من اللعب بأوراقها في أوقات تخدم سياساتها، سواء تجاه الشعب
الأميركي نفسه، أو شعوب العالم، ولم تزل تنتهج أميركا هذه السياسة ــ بغض النظر عن
الحزب الحاكم ــ وإلا ماذا عن توقيت التخلص من "بن لادن" وهو صناعة
أميركية، قبيل الانتخابات الرئاسية بوقت معقول
كارتر
وأوباما
القصة
الحقيقية للفيلم دارت في عهد الرئيس الأميركي "جيمي كارتر"، وكانت سبباً
في عدم انتخابه لولاية ثانية، وقد أعادت هذه الحكاية إلى الأذهان مواقف أوباما،
التي يراها أعداء حزبه أنها مواقف رخوة ومترددة تجاه السياسات الإيرانية،
فالجمهوريون يرون أن سياسة الولايات المتحدة حيال إيران أثناء حكم كارتر
كانت السبب فى المشكلة، ويؤكدون أنها نفس السياسة الآن، رغم اختلاف
الظروف وخسارة أميركا الفادحة لحارسها ومنفذ سياساتها في المنطقة شاه إيران، كما
يتلاعب الساسة دوماً ويوظفون التاريخ وفق مصالحهم، فالثورة الإسلامية، التي أطلق
عليها إسلامية في ما بعد ــ نرجو ألا يحدث هذا في بلاد الربيع العربي ــ كانت تضم
جميع التيارات والحركات الساسية المناهضة للولايات المتحدة، والتي كانت على خط
العداء نفسه مع نظام الشاه القمعي، فهي ثورة شعب إيران، ولكن فئة فاشية هي التي
سرقتها، وحوّلت الدولة إلى سجن كبير.
الرد الإيراني
كان لابد لإيران
بالمشاركة الإعلامية، طالما أصبحت الميديا هي ساحة الصراع الفعلية، فجاء الرّد
سريعاً، بأن هناك فيلماً يتم التحضير له الآن، سيدور عن سيطرة الطلبة الجامعيين
السائرين على نهج الخميني ــ اختزل الفيلم باقي الثوار كعادة المتأسلمين ــ على السفارة الأميركية بطهران، والتي تحولت إلى
وكر للتجسس الأميركي على الثورة الاسلامية، ومحاولات الأميركيين تخليص محتجزيهم،
وفشلهم الذريع كدولة تظن نفسها أكبر دولة في العالم، لكنها لا تستطيع حماية وإنقاذ
رعاياها. هذا من وجهة النظر الإعلامية الإيرانية بالطبع!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق